الاثنين، 12 مارس 2012

أمـــــل يائس ويأس آمل

لم يعرف اليأس طريقا الى حياته الا بعد ان رحلت شريكة حياته عن دنياه .. كانت فينوس حياته وملكة مليكاته واميرةاميراته فى دنياه ... وهبته حبا صادقا خالصا ومن ملك الحب لا يهب الاالحب ! ، كان ثريا يملك معرضا كبيرا لعرض السلع الكهربائية فى منطقة حى باب الشعرية ولكن لم تغنه ثروته ولا كل ثروات العالم فعاش فى بؤس وشقاء الذى كان بعيدا عنه فى وجودها فكانت جميع مصائب دنياه ومشاكلها وهمومها حلما زائلا او سحابة صيف 
       كان ضميره يؤنبه كثيرا من عدم اصراره على رأيه من ضرورة عرضها على امهر واشهر الاطباء حيث كان يقابل اعراضها بقولها 
   -اننى لااحب  الاطباء .. اننى ابغض طبهم اننى اسألك يا  حبى الغالى متى حال الطب دون الموت .. ومتى اطال الطب امد الحياة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  - لاتذكرى حبيبتى وروحى الموت فلا بقاء لى من بعدك حيث يكون  فنائى وضياعى 
- اننى اخاف لو عرضت نفسى على طبيب حتى يهول لى الامر وينذرتى باكبر المصائب واعظمها ويكدر على صفو حياتى ويخيل الى اننى اسير الى قبرى عدوا ، وانك لن تسأل طبيبا عن شئ ويقول لك انه لا يعرفه وقد اعتاد الاطباء حين يموت مريضهم ان يلقوا التبعة كلها على اهمال الاهل وعدم اتباعهم التعليمات الطبية بكل دقة واستطردت قائلة :
احب ان انوه ان الحيوان يمرض ويشفى بغير طبيب وان كثيرا من صنوفهم  تعمر فوق عمر الانسان اضعافا دون حاجة الى طبيب 

    - انت مخطئة حبيبتى ان للطب شأنا فى استئصال المرض وتخفيف شدته ... حقيقة ان الطب لا يمنع الموت ولكن قد ينقذ المريض منه 
  - حبيبى ان الله الذى اعطى كل شئ خلقه ثم هدى خلق فى طبيعة الانسان وطبيعة كل حى طبيبا من غرائزه وقد توحى له الفطرة بتناول غذاء معين او اعشاب معينه يكون عليها شفائه من امره .
   وهكذا فارقت  زوجته الحياة دون ان يحضرها طبيب ودون ان تعالج نفسها وربما عرضت نفسها ورأت ان تخفى امرا ازعجها ولم ترد ان تزعج  به هذا الزوج الحنون 
    اعتزل نشاطه وتجارته واغلق معرضه الذى كان يساعد كمّا هائلا من الموعوزين الذين لا يملكون شراء احتياجاتهم نقدا فكان يسهل عليهم اقتنائها عن طريق التقسيط المريح الى ان اقنعه جاره القومسيونجى بعد محاولات عديدة بالعودة الى ممارسة نشاطه 
        وفى اليوم الاول من نزوله الى عمله فوجئ بامر اغرب من الخيال وابعد عن الحقيقة فوجئ بمن يدخل علي معرضه اسرة  وقد احضرت معها زوجته الراحلة ... راى وجه زوجته الغائبه الوجه الذى لم تشرق الشمس على اجمل منه ولم تتفتح ازهار البساتين على انضر منه ولم تفاخر لآلئ البحار اكثر منه صفاء وتألقا ، وجه خلقه الله من اشعة الجنه..... رآها فاضطرب قلبه وذهل من هذا التشابه والتطابق شكلا وكسما واحس على الرغم من ذهوله ان هذا الوجه هو هو وجه الزوجة الراحلة وقد لاحظ بطرف خفى ان يرى ابتسامة مشرقة رمتها اليه 
      اعتدل بعد ان لملم جسده  من على مقعده الوثير معتدلا وكانت معها امها العجوزة وزوحها التائه الغائب عن الوجود 
    وحتى لا يظهر ضعفه وعدم تماسكه امام هذا المشهد الفجائى المذهل وجه حديثه الى الام
  - التاجر : اوامركم ... مالذى استطيع ان اقدمه لخدمتكم 
- الام : (بدلال وهو تتصابا فى خروج حروف كلامها  ) ابدا يا حاج كل ما تريده البنيه  بنتى ثلاجة ايديال اصغر حاجه عندك وغساله عادية على قد حالها ... ونحب نعرف اول كل شئ نظام السداد لان جوزها ياحسرة زى ماانت شايفه على قده 
- التاجر : ( مناديا احد العمال ) روح ياواد خد الهوانم للمخزن وفرجهم على الموجود وانقله فورا للبيت
- الام : لأ لأ لأ ياحاج لازم نعرف الاول النظام
- التاجر: ( ناظرا بجرأة الى البنية وقد نظرت له بدلال ولاحظت الام  تبادل النظرتين بفرح وقبول اما الزوج فقد كان مطاطأ الراس محنى الظهر 
وهنا دخل المعرض جاره القومسيونجى الذى لم تقّل دهشته عن دهشة جاره  حين لمح البنية وقطع الحديث الدائر وبعدها توجهت الاسرة  الى المخزن 
    وهنا بادر التاجر حديثه مع جاره القومسيونجى قائلا 

  -التاجر : شفت اللى شفته يا حسنين ؟؟؟؟ شفت مراتى رجعت ليا 
- الجار : سلام قولا من رب رحيم اسم الله عليك يا حاج هيه صحيح شبه المرحومة ويخلق من الشبه اربعين  بس يعنى !!!!!!!!
- التاجر : يعنى ايه هيه ؟؟؟ مراتى وهتجوزها هتجوزها ... هتجوزها بفلوسى ... انا حزنت بالأمس  برحيل زوجتى ... فحسبى اليوم لـــــى وهل لا يحق لى ان استمتع بعد الذى عانيته من ترمل ، اننى لا اعلل نفسى بالاوهام واخدعها بالاباطيل ... لماذا تنغص عليا حياتى يا حسنين بكلامك الست  رجلا لا زالت الحيوية فى اعضائه وفى نفسه وما ذنبى ان ماتت زوجتى وظهرت مرة اخرى وفى اول يوم اباشر فيه تجارتى هل هى مشيئة مقدرة قادرة غلبت على نفسى ولا استطيع عنها حولا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

-الجار: انها متزوجه ياحاج !!!
-التاجر : زواج الندامة ... الامر محتاج تخطيط وترتيب ولن يتأتى هذا الامر الا عن طريق العجوزة الشمطاء امها ، وهذه العجوز صورة من ابليس على الارض ارى فيها الخداع والخيانه والفساد ، وهى اذا اسمعناها رنين  الذهب سيطير عقلها وتبيع امانتها ووفاءها بيع الخسار فاذا استطعنا يا حسنين اجتذابها ستسهل لنا كل امر عسير بالاضافة الى ما ساطلبه منك عمله 

- الجار : وانا جاهز وعندى لك مفاجأة بالنسبة لزوجها حيث انه على علاقة بدلالة فى حى الاربعين بالجيزة التى اتعامل انا معها ايضا وقد وجدنه عندها اكثر من مرة 
- التاجر : خلاص نتحرك فى الجهتين 
++++++++++++++++++
نظرا لطول القصة وما تتطلبه من حوار لازم ساكتفى بهذا الجزء الاول منها والى الغد مع رجائى بعدم  تكليفكم بعناء التعليق الا فى نهايتها ولن اتأخر كثيرا على احبابى اذا حازت الرضا والى اللقاء 
اللى بيحبكم كلكم 
الفاروق 
 

هناك 15 تعليقًا:

  1. طبعا البدايه مشوقه جدا دايما يا بابا تشوقنا كده انا فى انتظار باقى القصه وياترى بقى الحج ناوى يعمل ايه وهل البنت حتوافق وهل امها حتاثر عليها علشان الفلوس
    انا فى انتظار باقى القصه فى لهفه وشوق لمعرفه النهايه
    اسلوبك ممتع جدا ومشوق جدا متتأخرش علينا بقى
    سلامى لاحل اب فى الدنيا

    ردحذف
  2. مساء الخير أستاذ فاروق
    الله علي الابداع
    والباقية تأتي
    تسلم الانامل
    مع خالص أحترامي وتقديري

    ردحذف
  3. يبدوا استاذنا انها قصة رائعة

    الجواب بيبان من عنوانه

    بالنسبة لموضوع الدكاترة

    ننتظر الجزء القادم منها ولكن لاتتأخر علينا

    تحيتي استاذنا

    ردحذف
  4. أيها الفاروق

    هل يمكن لكاتب أن يكون خياله مطابق بصورة مفزعة الحقيقة والواقع؟
    وهل موت الأمل اليائس زرع بذور أمل نبتت من اليأس؟ وهل حقا كانت تشبه زوجته؟ أم أن حبه لها جعله يرى كل النساء هي؟ وهل هناك رجلا عاشقا مثل هذا العشق لزوجته؟ لاادري كيف سيمضي الليل وكيف ستتركنا في ترقب وحدس ومباراة بين الأفكار؟؟؟؟؟؟؟ قرأت الأم ولمحت أملا وليد اليأس من قبر...
    أرجوك لاتطل والا جنون التشويق سيفعل بنا الأفاعيل...

    ردحذف
  5. بابا يا بابا يا احسن واحد صاحبي في الدنيا دي
    وابوس الايادي
    يتفوق الكاتب عندما ينجح في رسم صوره المشهد
    ويكفي اني تخيلت الاشخاص والمعرض
    وانتظر علي احر من الجمر الجزء الاخر
    لكي يهدأ التساؤل
    ابدعت ابي كالعاده
    مسائك طيب بوب

    ردحذف
  6. أخي الفاروق

    سرد قصصي شيق
    وبداية جاذبة

    في انتظار الجزء الثاني

    تحيتي

    ردحذف
  7. مشتاقه كتيييييييييير لباقي القصه
    اول مره ازور المدونه لكن بجد قصه عجبتني قووووووووووي ومشتاقه لباقي القصه
    تشرفني زياره حضرتك لمدونتي
    تقبل مروري
    تحياتي

    ردحذف
  8. هنعلق برضه النهاردة و بكرة :)
    في انتظار البقية استاذنا
    بداية مشوقة

    ردحذف
  9. صباح الورد فاروق

    مثلما طلبت سنؤخر التعليق حتى نهاية القصة

    ولكن لم أستطع أن أمر من هنا دون ألقاء التحية ..

    ردحذف
  10. جميل لما يكون اول حاجة اقراها هى قصتك دى يا استاذنا
    منتظرة الباقى جدا

    ردحذف
  11. السلام عليكم

    مع انى استشعر نهاية القصة لكنى سأنتظر بشوق باقى الاحداث :)

    فى لحظات تخيلت احداث ( مسلسل الحاج متولى ) هههههه
    اكيد بعد ما عاش الحب الصادق والحقيقة الخالصة الدافئة مع زوجته لن يجد راحة البال مع خيال او صورة مقلدة منها خاصة لو تركت زوجها وجرت وراء المادة بطمع وجشع


    فى انتظار البقية استاذى الرائع
    دمت بكل صحة وعافية
    تحياتى وباقات ياسمين تعطر يومك

    ردحذف
  12. منظرة الباقي بفارغ الصبر
    و يعني حضرتك تطلب مننا ما نعلقش ازاي
    لازم نعدي و نقول سلاماات :)
    تحياتي لحضرتك

    ردحذف
  13. دعني أعترف أنني مؤرقة منذ الأمس واتسائل متى سيكتب الجزء الثاني؟
    أردت أن اعرض تصوري ربما شغف وربما فضول وربما اشحاذ للخيال:

    اليأس متمثل في شخصية الحاج والآمل في السراب الذي جاءه
    يجب ان يوصله تفكيره اليائس لفكر مريض يزين له اليأس
    ويلبسه ازار الأمل ولكن الازار لايدفيء ولا يستر... فقد استباح
    حقا ليس له وضغط على قلب مريض لأم متردية في بحور الذاتية
    فكما أخذ ماليس له سيعيش القهر والشك وستكن العاقبة وخيمة
    والجزاء يجب أن يكون من جنس العمل ... أما الزوج الشبح الذي
    كان زوج الندامة فأعتقد أنه آن الأوان لينعم بالخلاص وبرضى الله
    على صبره............... (أراد الله ان يلقن الحاج درسا كل يعيش بقدر
    ويأخذ حظه بقدر ) لاادري ... لاتنشر هذا الجزء فهو لك فقط

    ردحذف
  14. صباح الغاردينيا بابا
    اولاً بعتذر عن التأخير
    وكان لازم اسجل حضوري
    ودلوقتي اروح للجزء الجديد بشوق :) "
    ؛؛
    ؛
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    reemaas

    ردحذف