أواه ياهند ما هذى المناظر*ما دريت ذاصدقا اوطيفامن اطيافـــك
هربت روحى عندك وابت**ان تغادر سحرانغامك وغُنـــــــــــــاك
لم يختلف اثنان فىمعرفة موسيقاك** فتَمَيّزْتِ فريدة فىدنيــــــــاك
عَظُمَ تاج محلك دوما خـــــــــالدا**لكل من حب سار راكعا مثواك
الحب عندك له معجزات التــــاج**تعجز اقلام العشاق فى حكايـاك
ياهند فيك الهنا والمنــــــــــــــى** وجّوكِ محببامهما كان غمــــامك
لم اكن اعرف عن الطائرة الا الأزيز من بعيد فى السماء، جسم صغير يلمع فى الافق كحجم النسر له حركة بطيئة فى الكون كحركة السحاب فى ليلة مقمرة
كنت اخشى الرحيل .. فلم اكن أعرف الهند الا من الافلام القديمة الذى كان بطلها الممثل العالمى الهندى شاروخان ،ولم اسافر اليها من قبل ، ولو كان سفرى الى اى بلد عربى كان الامر اهون فاذا انتقل مصرى الى بلد كالسعودية اوسوريا او المغرب او فلسطين او اى بلد شقيقةحيث نرتبط جميعا بروابط قوية من الصداقة والتفاهم واللغة والتعبير فهو فى وطنه وبين اهله وعشيرته وان اختلفت المناظر وتغيرت الاجواءلأن العربى عربىمهما تنوعت البيئة التى يعيش فيها والعروبة صلة جامعة تأكل المسافات ، وتوحد الاوطان
ولم اكن اعرف اذ ذاك عن الهند الا قليلا اللهم ما ترسمه المخيلة من صور غريبة فهى بلد كبيرة بعيدة تضم فى مخيلتى بين جنباتها الواسعة شعبا يركب الافيال، ويتمرغ فى الذهب ، ويسكن اثرياؤه قصورا رصعت جدرانها بالجواهر والاحجار الكريمة من خلال ما اشاهده فى الافلام ، وكنا نقرأ انه يتزعم هذا الشعب فيلسوف زاهد، لايرتدى من الثياب الا قليلها ، ويقتات بلبن ماعزة لاتفارقه ذلك هو غاندى الناسك، وقد استطاع هذا الناسك المتبتل ان يملك مواطنيه ، ويوجهم نحو التحرربطريقة سلمية عجيبة استعصى علينا فهمها ، ومن هنا تمنيت الزيارة وتحقق المنى وسافرت اليها
ومن الغرائب :
احدى صفات الهندالمميزة (التناقض)
فالهندمليئة بالتناقضات شأنها شأن اى مجتمع يتحول من التخلف الى التقدم ، ان بعض الناس فى الهندلازالوا يقدسون التقاليد الاقطاعية القديمة القائمة على التفرقة بين الطبقات وسيادة الرجل على المرأة، البعض الآخر لازال مجتمعا اموياتسود فيه النساء وترث البنــــــات الارض ولا يرث الذكور .. البعض الآخر وخاصة فى نيودلهىومدن الشمال قد تأثر الى حد كبير بالثقافة الانجليزية حيث كان الاستعمارفترى البنات قد خلعن السارى وارتدين البنطلون . وفى ظل هذه الثقافات المتبانية تجد قيما اخلاقية متباينة تبدأ من اقصى التزمت الى ابعد التحرر......وابرزها سيادة المرأة وحريتها فى اختيار زوجها.. بل ازواجها كما هوالحال فى جنوب الهند حيث تتزوج المراة بعدد من الرجال ، وينسب اولادها اليها ولا يحرص كثير من الرجال على مسألة النسب ، فالمرأة تتزوج اكثر من رجل ، واحيانا يتزوج خمسة او ستة او سبعـــــــــــــة من الاخوة امرأة واحدة اذ كان نسب الاولاد الى الاب فى الجنوب ليس شيئا هاما ولا يفكر فيه الرجال كثيرا، وفى بعض المناطق تعمل المرأة وتعول اولادها وازواجها الكثيرين هدا اذا لم يسيطر رجالها على اجرها كما يحدث فى بعض مزارع الشـــاى فى الجنوب ، ومعظم الناس فى هذه المناطق يحملون اسماء امهاتهم ولا يحملون اسم الاب لانهم يجهلون تحديده من هو من ازواج امهاتهم حملت منه
ثانى الامور المدهشة بالهند
حينما يبدأ الصباح وتكف العصافير قليلا عن الصياح يطوف بالبيوت الباعةالجائلين وهذا قد نجده فى بعض احيائنا الشعبية ولكن الغريب انه حينما يكف الباعة قليلا عن صياحهم يأتى رجل ومعه القرد او الثعبان ويطوف بالبيوت مغنيا الاغانى الهنديةاو نافخا فى المزمار ويرقص القرد على النغمات ويقوم الثعبان بالعاب بهلوانية ومن الثعابين الكوبرا الكاذبة ذات العيون الواسعة والفم الضخم مق وبعضها يطير فى الجو امامك الى مستوى عالٍ والغريب فى الأمر ان المشاهدين على الارصفة لا يخافون منها وبعضهم يلمس جلدها الناعم والأغرب كما علمت ان الثعابين فاقدة السمع فكيف لها ان ترقص مع الانغام، وتطل النساء من الشرفات ويقذفون النقود. واحيانا لا يكون المغنى رجلا واحدا وانما فرقة باكملهامن المغنيين بالمزاميرودقات القبول وحركات القردة والثعابين ويصاحبهم فى الغالب فيــل يركبه رئيسهم فى منظر رهيب، او ذلك الحاوى الذى ينام فوق المسامير الطويلة الحادة ويأكل الناروالأغرب انه يطير فى الهواء امامك فوق ملاءة كالبساط السحرى
والأمر الثالث من العجب
لاتجد نفسك فى حاجة كى تخرج لتتعرف على الهندلأن الهندتأتى اليك بنفسها حتى مكان اقامتك ففى اى وقت من النهار قد يدق جرس بيتك ، وتجد رجلا هنديا جاء يعرض عليك خدماته دون ان تطلبها كأن يشترى اثاثالبيتك او يؤثث لك شقتك او يبحث لك عن شقة اخرى ويتفنن الهنودفى مختلف المهن وهم يدخلون عليك من اجل الحصول على المال سواء نجارا او سباكااو مختلف مهن البناء والتعميروالتجميل وابواب معظم بيوت الهنود مفتوحة لايخشون سرقة او نصبا او احتيالا ولم اجد بوابا واحدا غيرشأننا فى مصر
____________________________________
نظرا لطول وكثافة وتعدد المواضيع فقد خصصت لها ثلاث حلقات حرصا على راحة عزيزى القارئ فابقوا مع مدونتى ولا تحولوا الى قناة اخرى مع ارق تحياتى ( فاروق فهمى)
هربت روحى عندك وابت**ان تغادر سحرانغامك وغُنـــــــــــــاك
لم يختلف اثنان فىمعرفة موسيقاك** فتَمَيّزْتِ فريدة فىدنيــــــــاك
عَظُمَ تاج محلك دوما خـــــــــالدا**لكل من حب سار راكعا مثواك
الحب عندك له معجزات التــــاج**تعجز اقلام العشاق فى حكايـاك
ياهند فيك الهنا والمنــــــــــــــى** وجّوكِ محببامهما كان غمــــامك
لم اكن اعرف عن الطائرة الا الأزيز من بعيد فى السماء، جسم صغير يلمع فى الافق كحجم النسر له حركة بطيئة فى الكون كحركة السحاب فى ليلة مقمرة
كنت اخشى الرحيل .. فلم اكن أعرف الهند الا من الافلام القديمة الذى كان بطلها الممثل العالمى الهندى شاروخان ،ولم اسافر اليها من قبل ، ولو كان سفرى الى اى بلد عربى كان الامر اهون فاذا انتقل مصرى الى بلد كالسعودية اوسوريا او المغرب او فلسطين او اى بلد شقيقةحيث نرتبط جميعا بروابط قوية من الصداقة والتفاهم واللغة والتعبير فهو فى وطنه وبين اهله وعشيرته وان اختلفت المناظر وتغيرت الاجواءلأن العربى عربىمهما تنوعت البيئة التى يعيش فيها والعروبة صلة جامعة تأكل المسافات ، وتوحد الاوطان
ولم اكن اعرف اذ ذاك عن الهند الا قليلا اللهم ما ترسمه المخيلة من صور غريبة فهى بلد كبيرة بعيدة تضم فى مخيلتى بين جنباتها الواسعة شعبا يركب الافيال، ويتمرغ فى الذهب ، ويسكن اثرياؤه قصورا رصعت جدرانها بالجواهر والاحجار الكريمة من خلال ما اشاهده فى الافلام ، وكنا نقرأ انه يتزعم هذا الشعب فيلسوف زاهد، لايرتدى من الثياب الا قليلها ، ويقتات بلبن ماعزة لاتفارقه ذلك هو غاندى الناسك، وقد استطاع هذا الناسك المتبتل ان يملك مواطنيه ، ويوجهم نحو التحرربطريقة سلمية عجيبة استعصى علينا فهمها ، ومن هنا تمنيت الزيارة وتحقق المنى وسافرت اليها
ومن الغرائب :
احدى صفات الهندالمميزة (التناقض)
فالهندمليئة بالتناقضات شأنها شأن اى مجتمع يتحول من التخلف الى التقدم ، ان بعض الناس فى الهندلازالوا يقدسون التقاليد الاقطاعية القديمة القائمة على التفرقة بين الطبقات وسيادة الرجل على المرأة، البعض الآخر لازال مجتمعا اموياتسود فيه النساء وترث البنــــــات الارض ولا يرث الذكور .. البعض الآخر وخاصة فى نيودلهىومدن الشمال قد تأثر الى حد كبير بالثقافة الانجليزية حيث كان الاستعمارفترى البنات قد خلعن السارى وارتدين البنطلون . وفى ظل هذه الثقافات المتبانية تجد قيما اخلاقية متباينة تبدأ من اقصى التزمت الى ابعد التحرر......وابرزها سيادة المرأة وحريتها فى اختيار زوجها.. بل ازواجها كما هوالحال فى جنوب الهند حيث تتزوج المراة بعدد من الرجال ، وينسب اولادها اليها ولا يحرص كثير من الرجال على مسألة النسب ، فالمرأة تتزوج اكثر من رجل ، واحيانا يتزوج خمسة او ستة او سبعـــــــــــــة من الاخوة امرأة واحدة اذ كان نسب الاولاد الى الاب فى الجنوب ليس شيئا هاما ولا يفكر فيه الرجال كثيرا، وفى بعض المناطق تعمل المرأة وتعول اولادها وازواجها الكثيرين هدا اذا لم يسيطر رجالها على اجرها كما يحدث فى بعض مزارع الشـــاى فى الجنوب ، ومعظم الناس فى هذه المناطق يحملون اسماء امهاتهم ولا يحملون اسم الاب لانهم يجهلون تحديده من هو من ازواج امهاتهم حملت منه
ثانى الامور المدهشة بالهند
حينما يبدأ الصباح وتكف العصافير قليلا عن الصياح يطوف بالبيوت الباعةالجائلين وهذا قد نجده فى بعض احيائنا الشعبية ولكن الغريب انه حينما يكف الباعة قليلا عن صياحهم يأتى رجل ومعه القرد او الثعبان ويطوف بالبيوت مغنيا الاغانى الهنديةاو نافخا فى المزمار ويرقص القرد على النغمات ويقوم الثعبان بالعاب بهلوانية ومن الثعابين الكوبرا الكاذبة ذات العيون الواسعة والفم الضخم مق وبعضها يطير فى الجو امامك الى مستوى عالٍ والغريب فى الأمر ان المشاهدين على الارصفة لا يخافون منها وبعضهم يلمس جلدها الناعم والأغرب كما علمت ان الثعابين فاقدة السمع فكيف لها ان ترقص مع الانغام، وتطل النساء من الشرفات ويقذفون النقود. واحيانا لا يكون المغنى رجلا واحدا وانما فرقة باكملهامن المغنيين بالمزاميرودقات القبول وحركات القردة والثعابين ويصاحبهم فى الغالب فيــل يركبه رئيسهم فى منظر رهيب، او ذلك الحاوى الذى ينام فوق المسامير الطويلة الحادة ويأكل الناروالأغرب انه يطير فى الهواء امامك فوق ملاءة كالبساط السحرى
والأمر الثالث من العجب
لاتجد نفسك فى حاجة كى تخرج لتتعرف على الهندلأن الهندتأتى اليك بنفسها حتى مكان اقامتك ففى اى وقت من النهار قد يدق جرس بيتك ، وتجد رجلا هنديا جاء يعرض عليك خدماته دون ان تطلبها كأن يشترى اثاثالبيتك او يؤثث لك شقتك او يبحث لك عن شقة اخرى ويتفنن الهنودفى مختلف المهن وهم يدخلون عليك من اجل الحصول على المال سواء نجارا او سباكااو مختلف مهن البناء والتعميروالتجميل وابواب معظم بيوت الهنود مفتوحة لايخشون سرقة او نصبا او احتيالا ولم اجد بوابا واحدا غيرشأننا فى مصر
____________________________________
نظرا لطول وكثافة وتعدد المواضيع فقد خصصت لها ثلاث حلقات حرصا على راحة عزيزى القارئ فابقوا مع مدونتى ولا تحولوا الى قناة اخرى مع ارق تحياتى ( فاروق فهمى)