الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

نشيـــــــــــــــــــــد الشهيــــــــــــــــد

                                     نشيـــــــــــــد الشهيـــــــــــد 
ذهبت صاحبة مدونة الافكار المبعثرة فى حديثها عن الانتخابات بانها وهى ذاهبة لأداء واجبها الوطنى بمشاركتها بالادلاء بصوتها فى الانتخابات كانت تقرأ الفاتحة للشهداء الذين ضحوا بحياتهم لهذه اللحظة .. لحظة احياء ديمقراطية مصرنا الحبيبه التى لولاهم لما خطت اقدامنا جميعا أى لجنة انتخابية . 
وقد أثار كلامها حفيظتى واجتهدت فى نظم بعض الابيات التى لم تخرج من يد محترف فى الشعر ولكن هاٍو لكل عمل فدائى 
رحم الله شهداءنا الابرار رحمة تعوضهم ما فقدوه فى دنيتهم الفانيةونعيما يمرحون فيه فى جنة الخلـــــــــــــد 
                       نشيد الشهيد
انت الجدير بأن أقول حقيقة*انت من جعلنى فى بلادى ارفع رأسى
من كان ينسى وصف وصفك**وانا لست بالناسى ولا بالمتناســـى
ولئن نسيت وما ارانى ناسيا ** اوصافك الحسنى فلست بناســــى
أشكر ربى حيث آتانا بمثلك**فذاك فضل زاد به احســــــــــــاسى
ذرفت دموع فرحى وانت طائر* فى سماء ربك تزيد حماســــــــى د هزنى برد الشتاءفى التحرير*ولم يهزك برد الطريق القاســــــى
يارب حق الحق والعيش الذى  *كان يقضيه اغلب الجميع عـوارى
يارب هذا الشهيد كما وعدتــه  *أدخلــه جنتك بدون حســــــــــابِ
يا معشر الادباء والنظمــــاء* هذا وقتكم فتناظموا بغير ميعــــــادِ
مخلصكم الفاروق الضعيف الى اللــــــــــــه

السبت، 26 نوفمبر 2011

الابتــــــــــــــــــلاء

القيم والدروس المستفادة من الهجـــــــــــــــــرة
ايتها الاخوات ايها الأخوه

أرى نبرة الحزن لا تفارقنا وتلازمنا فى كتاباتنا وأيا كان مصدرها خارجيا او داخليا، لو سمحتم شاكرين تعالواوتحملوا مشقة قراءة هذا الرغى علله يكون مفيدا فقد افاد مافيه نفسى وعلله يساعد غيرى من الاحباء فيما يعانونه 
     جاء فى حديث سعد بن ابى وقاص ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أى الناس اشد بلاء
قال : الانبياء ثم الامثل فالامثل يبتلى الرجل حسب دينه ، فان كان فى دينه صلابة اشتد بلاؤه ، وان كان فى دينه رقه ابتلى على قدر دينه ، فما يبرح البلاد بالعبدحتى يتركه يمشى على الارض وما عليه خطيئته )
لم يجد احد ابتلاء واذى مثل ما وجد رسولنا الكريم وكافة رسل الله جميعا 
هذا اليوم الذى نحتفل فيه برأس وميلاد السنه الهجرية 
والهجرة كما قال فقهاؤنا ليس بهجرة المكان ولكن بهجرة ما نهى الله عنه بهجرة السوء الذى ملأ نفوس وصدور القلة من ابنائنا فكل يوم نهاجر فيه السوء نقترب فيه من الرحمن لكى يرحمنا مما نحن فيه ونعانيه ونكابده وينحر نفوسنا 
هذه مناسبة عسى ان نجدد فيها افكارنا ومفاهيمنا وحبنا للمسكينة امنا الحبيبة مصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر 
مصر ثم مصر ثم مصر نموت جميعا وتحى امناا لعل يحيى بحياتها من بعدنا جيل آخر يحبها وتحبــــــــــــــــــــــــــــه 
وكل عام وحضراتكم جميها بخيــــــــــــــــــــــــــــــر

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

رأيت فى منـــــــــــــامى

رأيت فى منامى وانا راجل عجوز قولوا معايا يا أحبابى لجل النبى اللهم اجعلوا خيــــــــــر 
رايت ست لفه نفسها بملايه سودة سود الكحل من ملايات ستات باب الشعرية القديمة اللى استبدلوها اليومين ُدولْة بالعباية وطرحة سوده ، ست عجوزه السن صبية السحن 
شكلها مش غريب عليه رغم الغبار اللى على وشها وريحة صدرها رشفت فمى متأكد من انى شربت من لبنه وانا صغير
        عمرها اكثر من خمسة آلاف سنه وعندها خمسة وثمانون مليون رجل وست ولد وبنت كبار وصغار ورضع وكمان حامل
        تبكى على اولادها اللى عاملين يقتلوا بعض  ... الحامى والمحتمى الآمر والمؤتَمِر المسئول والمتساءل ، الضعيف بقدرته القوى بحجته امام القوى بقدرته الضعيف بحجته 
        كانت واخده على خاطرها وصعبان عليها أن هان على البعض مصلحتهم ووقتهم وعملهم وبيوتهم اما مصلحتها وبس  
          تبكى وتنادى وبتصوّت كفاية علىّ كده ياولادى حدّ يعمل كده فى امــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
           والجنه تحت اقدام الامهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات 
          الجنه تحت اقدامك يا مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصر

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

نجحت تونس وفشلت مصـــــــر

الاخوة الاحباء
كنت فى طريقى وعلى وشيك الانتهاء من قصة قصيرة .َأغمضْتُ صفحاتها ومزقت اوراقها مام هذا الحدث الحادث ، ولا بملك احد الا ان يشارك بالحديث بشفافية وصدق  والذى بستحق كل اولوية فى الحديــــــث  فلكل حادث حديث وخاصة حادث الجمعة الحزينه
لماذا نجحت تونس فى ثورتها وفشلنا نحن فى ادارتها ، الجميل ان ابناء تونس اضاؤا شموع الدموع مشاركة منهم فى الاحزان على شهدائنا الابرار 
   نحن فشلنا فى حصاد ثمار ثورتنا وهم نجحوا فى حصدها ولم نحصد الا ثمار المصلحة من فوق ارصفة التحرير 
   معنى ذلك انهم باقون بقاء الفوضى وهى وسيلتهم المثلى للحصول على المقعد 
    اعجبنى جدا تعليق المذيع والصحفى اللآمع الابراشى
الاحزاب السياسية تتاجر بالمتظاهرين
سلمت يا مصر من كل سوء وغادر ارضك كل مكروه وصفيت سماؤك من كل غدر، وانهى فى ابنائك كل طمع .. آمين يارب العالمين 

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

مجرد لمســــــــــــــــة زاملتها بنــــــــــداء

مصطفى سيـــــــف
      وجهت نداءين الى مصطفى من خلال مدونتى واتصلت به هاتفيا مرتين ايضا لكى يعود فورا الى دائرة تواصلنا بتحفه التعبيرية وابداعاته الانشائية ، تعلل بأن النت طرفه اصابه بعض التيبس العارض 
وان كنت أظن ان سبب توقفه عن الكتابة مؤقتا سبب عارض.... فقد قابلت مدونته تجريحا من زميل جازاه الله وان كان سهمه لم يصب ولكن الذى اصيب هو من راماه وعينى تحدثنى بيقين  بأنها لم تر فداحة السهم انما تحققت من فداحة من راماه 
         فليسمح جميعنا بتوجيه النداء الى هذا الزميل المرهف الاحساس الرقيق المشاعر بان يرجع سريعا الى احضاننا الذى اصابها صقيع الغياب

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

خدعونى وقالوا ان هذا نورا

                       بسم الله الرحمن الرحيـــــــم
"وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئونى باسماء هؤلاء "صدق الله العظيم  ( من سورة البقرة )
الانسان منذ ان وجد فى الحياة يتعلم اسماء ما يراه ، فاول مارأيت شعاعا  فى حياتى خدعونى وقالوا ان هذا نورا
     ولكنى اليوم اشهد واقر ان مارأيته قبل اليوم لم يكن نورا ورأيت النور أليوم على مسماه الصحيح  فى صحبة الخير التى اجتمعت اليوم تحت مسمى بؤجة الجمعه ، والتى ضمت ما ضمت من انوار الضياءالى حين وجودنا انا وبناتى وقبل مغادرتنا المكان حسب ترتيب حروف اسمائهم الابجدية 
ابراهيم رزق                            نور الرجولة
شيرين سامى                            نور الرقـــــة
زينب صادق                            نور الوقـــــــار
منى ابو السعود                         نور الوداعــــة
فاتيــــــــــــما                           نور الوطنيـــــة
صاحب مدونةالحياة                    نور الشبـــــــــاب
    هذا بجانب الانوار التى انعكست على من رافقنى من بناتى فاكتسبن نورا احببت ان يكون تحت مسمى 
هبـــــه فاروق                          نور الفـــــــــن
كارولين فاروق                         نور الانـــــــاقة
مبارك وتبارك من حضر هذا اللقاء الفريد، ونرجو وعداً ممن لم يحضره ان يتواجد مع هذه الصحبة فى لقاءاتنا القادمة التى اتمنى ان تكون قريبة 
الفاروق

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

يرى ما يسمعه منها ويسمع بعينه ما تراه زوجته(قصة قصيرة)


   "عرفتنى قبل ان اتعرف عليها، ابتسمت لى فلم اصدّق ، اشارت لى فلم اكذّب حيث التَفَتُّ خلفى فلم اجد غيرى ."
   كانت وجهته  الاسكندرية ولم يكن يفصل بين مقعده فى القطار ومقعدها الامقعدان خاليان 
عرفته قبل ان ان يتعرف عليها ، ابتسمت له فلم يصدق ، اشارت له فلم يكذب حيث التفت خلفه ولم يجد غيــــره
    زاد من انبهاره وقوفها من مقعدها ، واشارت له ان يتبعها  الى حيث بوفيه القطار
حينما وقفت وبعدها سارت أطل عليه ما وهبها الله  من وجه واضح الجبين ، رائع القسمات ، بها عينان يتألق منهما اشعة النضارة والملاحة 
   وكما سارت سارت الحيرة تأكل قلبه وكاد لا يعرف أوله من آخره ، فكيف يقدم على متابعتها اذا كان الاقدام يحتاج عزما وقد خرت عزيمته ، وكيف يحجم وفى الاحجام حزما وقد حزمت ارادته
   لم يجد امامه الا طريق المناجزة ولم يدفعه صراحة اليه الا ارضاء فضوله بما شاهد وسمع وكيف لها ما فعلت وبجوارها هذا الرفيق
      اتخذت منضدة لها فى البوفيه تضم مقعدين جلست على احداهما واشارت له ان يجلس على ألآخر ودار بينهما :
-هى : هل نسيتنى بهذه السرعة يا رمزى؟!
-رمزى: وكمان عارفه اسمى ، اود ان اتشرف بكِ
-هى:تعرفت عليك قبل ان تتعرف علىّ، انسيت ليلى الزناتى،  زميلتك فى الكليه التى لم تعرها أيم اهتمام ،الا زال عهدك بالاهمال والاغفال قائما 
كنت اراك ولا تــــــــــــــرانى
كنت شاغلى وكنت مشغولا عنى
اناديك بعينى ولا تسمعنـــــــــى
اخذت بصرى ولم ابصر عداك                             واستطعت بعد حين ان استرد احساسى وانفاسى ، الم تسمع المقولة القائلة"البعد يحمى الشوق عند الرجل ويقتل الاحاسيس عند المرأة"
وباعدت بيننا الايام
-رمزى : الوجه ليس غريبا على انما الغريب ما يحدث .. ايوه ايوه سامحينى افتكرت افتكرت ، لقد تغيرت كثيرا 
- ليلى : الى الاحسن او الى الاوحش؟؟؟
رمزى : بل قولى الى الاحلى 
ـليلى : انك تجامل المرأة يزيل الزمن من حسنها كلما تقدم بها السن بعكس الرجل الذى يزداد حسنه حتى لو كثرت تجاعيده التى يصبح معها أكثر جاذبية ، فلتنظر مثلا الى عمر الشريف وفاتن حمامة عمر لم يفقد جاذبيته وشدة العيون اليه بينما فقدت فاتن الكثير 
-رمزى : ما تقولينه استثناء ولم يرق الى درجة القاعدة ،واود ان أسألك من هو الجالس بجوارك واين تقطنين ؟؟؟؟
- ليلى :  بل هى القاعدة بعينها ولحمها وشحمها والجالس بجوارى زوجى وانا اقطن بالقرب من مسكنك واراك احيانا من نافذتى والوح اليك بقلبى دون ان ترانى بعينك واكاد اناديك ولكن اخشى ان يسمعنى زوجى 
-رمزى : الا تخشى من ابتساماتك واشاراتكِ وتخشين ان يسمعك زوجك وانت تناديننى
- ليلى : لعلمك ان زوجى يثق فى ثقة عمممممياء
-رمزى : ( باندهاش ) لماذا تضغطين على حروف كلمة عمياء 
-ليلى:لأن زوجى كفيف يرى ما يسمعه منى ، وتسمع عيناه منى ما أراه له ، فكنت معه فى اوجاعه وآلامه، ردَدْتُ له جميله الذى اهدانى به اوائل حياتنا فاهديته بقية عمرى واواخرها ،خادمة تابعة له ففزت بالثمن الربيح والجزاء الوفير

-رمزى : اسمحى لى ان اسألك متجاسرا ..بعد ان وقفت على سر جرأتك وانت بجانب هذا الزوج تبتسمين وتشيرين لى كيف قبلت هذا زوجا كفيفا وانت بهذا الحسن والجمال .
-ليلى : تزوجته وهوبنور عينيه ولم اتركه وهو يعانى ظلامهمابعد ان فقدهما على اثر صدمة عنيفة بسيارته 
-رمزى :زاد تجاسرى وكثرت اسألتى كيف تتفق ابتساماتك واشاراتك مع خلقك القويم ألا ترين ان ذلك قد تستتبع معه الفتنه الطائشة وتسعى اليه الغواية الفاسدة
- ليلى : اننى حينما فوجئت برؤيتك تملكنى احساس اللحظة ووليدها بان حلمى القديم تيقظ وانا شبه نائمة وحدث ما حدث ولكنى استسمحك يا رمزى بحق زمالتنا القديمة ان يكون بيننا تواصلا ، فالتواصل اساس العلاقات الانسانية والتفاهم الانسانى وتبادل الافكار ، ان الله لم يحرم التواصل، فكيف جاءت ملكة سبأ لسيدنا سليمان وكيف تعامل معها الم يكن هذا الا تواصلا؟؟؟، وكيف ان الأمر بدون تواصل ........ والذى حرمه الله 
- حرم الزنــــــــــــــــــا

-حرم الخلـــــــــــــــــوة 
-حرم التبــــــــــــــــــرج
-حرم القول الفســـــــــوق
-حرم الكلمات غير الشرعية
-رمزى : نعم فليكن بيننا تواصلا لا اتصالا ،  تواصلا روحانيا يجمعه تواصل اقلامنا
- ليلى : هذا ما اقصده .. والآن كلا منا الىسبيله بعد ما اوضحناه عارفين طريقنا الهادى عازفين عمن سواه
تمـــــــــــــت 
==============================
تعقيب من مخلصكم 
التواصل الذى بيننا نحن المدونون رجالا ونساءا هو تواصل تصله العلاقات الانسانية السمحة والتفاهم الانسانى النزيه الرفيع يصلنا الى تبادل المعلومات والآراء والافكار والتجارب ويتفق مع ما ينادى به ديننا 
الفاروق







السبت، 5 نوفمبر 2011

أنا وأبى وأمى ولفة البسبوسة ( قصة واقعية )


             لو بحثنا فى أبلغ مفاهيم الألفاظ
  ومعاجم الامثال لما وجدنا لفظا او مثلا يفوق فى دقته ما عبر عنه قرآننا الكريم فى مسألة العلاقة الزوجية 
    "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ......" صدق الله العظيم "
فما الصق للجسد من اللباس 
واذا ما رجعنا الى أقوال الشعراء العظام الذين خلّلدهم سالف عصرنا ومجدهم حاضرنا و سيفخمّهم خلفاؤنا 
أعلاهم شأنا الشاعر اليونانى هوميروس 
"اذا اتخذت امرأة فكن لها أبا و أماو أخا لأن التى تترك أباها وأمها واخوتها وتتبعك فمن الحق ان ترى فيك رأفة الأب وحنو الام ورفق ألأخ 
  كلام جميل وعبارات زكية وحكم سديد من شاعر مخضرم
فصحيح ان المرأة حينما تتزوج تترك اهلها ولم تكن ينقصها مأكل ولا مشرب ولا حنان بل رجلا ثم لا تجده  وهذه هى قمة المأساة 
       هذه مقدمة لازمة قبل الدخول فى سرد القصة مع التأكيد بانها من محض حياتى وليس من محض خيالى ومن عقل العيال عندما كنا صغارا
     اما عن القصة فلا اطلب من قارئيها الا العذر والاعتذار حيث يرجع وقتها الى الماضى البعيد من حياتى ، وان ما سوف ارويه الآن ليس كلاما خارجا عن حدود اللياقة الادبية ملتزما بما شرعته الاديان واقرته الاعراف 
          كان والدى يحب والدتى حبا فاق كل حب ،فاق حبه لأولاده وهذا استثناء لم يعهده الا ندرة من آبائنا... فاق حبه لعمله خرقا لما يغلب على معظم رجالنا ، فاق حبه لاصدقائه بعيدا عما يفضله معظم رجالنا من مجالسة الاصدقاءضجرا من البيت وبعدا عنه
شاركته احلامه فقاسمها اوجاعها كانت مظلته التى حمته من امطار الحياة فكان لها العين التى ترى من خلالها امانى نفسها ....كانت قلبه الذى يحس به وكان قلبها الذى تتحرك به ، فجمعهما الود والرحمة 
       من خصوصية هذا الود وتلك المحبة احكى هذه القصةالتى لا تخلو من شقاوة وعقل العيال فى وقتها البعيد 
      تعود ابى ليلة كل خميس من كل اسبوع ان يعود الى المنزل ومعه لفة تسبق رائختها هلال قدومه وتدركها كل انف وفم متذوق ويفهم منها انها بسبوسة بالسمن البلدى من عم فهيم الحلوانى الذى يطل بصانيته البسبوسية داخل عربته اليدعلى طوار باب الشعرية الاصيل 
     وكانت هذه اللفة الاسبوعيةيخص بها والدتى فقط دوننا بالرغم ان والدى يرحمه الله لم يبخل علينا يوما بأى عطاء الا يومهما هذا يوم الخميس ذو اللفة البسبوسية ، وذادت غيرتى وفضولى  من أمرين 
حبه الشديد الذى اختصه لوالدتى والذى فاق حبه لنا 
سر هذه اللفة التى يسيل لها لعابى من مجرد رائحتها فما بالك بها 
   وفى احد الايام الخماسية وهو عائدا من عمله الى البيت وفى يده اللفة ، ومن سوء حظه وحسن حظى وسعده ان ترك اللفة على مائدة الصالة متوجها الى دورة المياه ، فاسرعت الى خطف اللفة وخرجت خارج الشقة الى درج السلم وأنا ادس واحشر محتوياتها فى فمى دون اى بلع فقد كانت تذوب فى فمى وتجرى مسرعة الى حلقى ، وكنت بذلك راغبا فى مناغشة ومعاكسة ابى الذى لم يحسب حسابنا فى هذه الليلة (عقل عيال)
ولكن هكذا  كانت معاملة الازواج لازواجهن فى زمن الماضى الجميل 
الزوجة قبل الاولاد 
والاولاد قبل الاخوات
والاخوات قبل اولاد العمومة
وبعد ان ابتلعت ما ابتلعت دخلت الشقة والفيت ابى يذرع المكان ذهابا وايابا وعيناه غير مستقرة يمينا وشمالا تحت وفوق ودار بينى وبينه :
- بتدور على حاجة يابويا ؟؟؟
- لأه
-امال رايح جاى فيه حاجة بتدور عليها؟؟؟
قلتلك لأه !!!!!!
-أصل انا شفت قطه دخلت الشقه وخرجت وفى فمها لفة 
-اللى بدور عليه يا ولد لا يصلح أكلا للقطط
- امال يصلح لأيه؟؟؟
- انت يا واد مالك رايح جاى ورايا كده ليه ؟؟؟
- بحبك يا بويا اكتر من نفسى 
- بقوللك ايه يا واد يا فاروق قرب منى
- ليه يابويا فيه حاجة ؟؟؟(وبعد ان اقتربت منه طلب منى ان افتح فمى)
-افتح بقك ياواد وقول آه ,هنا فتحت فمى واقترب منه وفضحتنى رائحة البسبوسة
- ازاى يا واد تأكل شيئا دون اسئذان وانا طبيعى احضرت اللفة لك ولاخوتك
-يابا دى اللفة لا تكفى الا لنفرين وهذا الامر يحدث كل يوم خميس 
( وهنا تركنى وترك المنزل واسرع لاحضار لفة اخرى وهو يلوح بها امام عينى يمينا ةيسارامتشفيا منى ثم دخل بها حجرتهما واغلق الباب  وانا بينى وبين نفسى متوعدا ان لايكرر هذا الامر الاسبوع الذى يليه فادعيت فيه المغص الشديد الذى سحب والدتى معى الى المستشفى ولم يجد بدا من اكل اللفة منفردا ولم يَخُلْ عليه صنيعى فاحضر بعد ذلك لفتين بدلا من اللفة الواحدة (عقل عيال )
وكل ما اقصده هو نظرة الرأفة والحنان الذى كان ينظر بها اهالى زمان لا من الزوج فقط بل من الزوجة ايضا 
قال رسول الله (ص) 
" ان الرجل اذا نظر الى امرأته ، ونظرت اليه ، نظر الله تعالى اليهما نظرة رحمة فاذا اخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال اصابعهما 
سبحان الخالق وسبحان رحمته على عباده فكيف لا نغتنم فرصة تساقط ذنوبنا من مجرد اخذ اكف زوجاتنا 
وكل عام وحضراتكم بخير 
الفاروق



الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

الموتى يتكلمون ويعودون قصة قصيرة واقعية

 وفـــــاة عمى 
وصلنى نبأ خلو مكان عمى من مقاعد العائلة برحيله
    وفاته زلزلت كيانى ، كأن كل الصواعق وقعت فوق رأسى المسكينه
     لم اصدق ان عمى مصطفى كمال خلى مكانه العزيز القدير على نفسى
    راح الكريم الذى له المجد ساسى ، كان ترتيبه الثانى بعد المرحوم والدى .... كان جميلا وسيما وجيها شديد الشبه فى صغره وصباه بمليكنا المعظم الفاروق ، وكنت فى صغرى اتطلع اليه واتخيله كأنه المليك امامى ، اضافة الى انبهارى باستاذيته والتى تجلت فى مساعدتى فى هضم ما استعصى على ذهنى اهتضامه حتى خطه الذى كان يتففن فى رسمه لا فى تخطيطه فتظهر لى حروفه وكأنها تنطق باسمة ضاحكة
    انتقل من عالمنا الى عالم لا يعترف بالالقاب والمسميات ولا بالانساب ولا بالأحساب لم يطلق عليه المعزيون أكثر من  كلمة 
(المرحـــــــــوم)
   ما يهمنى ذكره فى هذا المقام انه بعد ان شيعناه الى مثواه الاخير...... وأنا انتحب من كثرة حزنى وبكائى عليه ...أسرع الجميع بمغادرة المكان وكأنهم تخلصوا من وديعة لم يطيقوا صبرا على بقائها فواروها التراب الذى خرجت من رحمه فواجب عليه حملها وضمها بين احضانه فرحب بها ورحبت به 
    وبمجرد ان ذهبوا وتركوه وحيدا حضر التربى ليجمع ما احضره من كراسى العزاء الا الكرسى الذى يحتوينى فمع عدم رغبتى فى مغادرة المكان وجدت همسا فى اذنى هو صوت عمى الذى اعهده يطلب منى الا اغادر المكان واستجبت لندائه الى ان اصفرت شمس النهار معلنة رحيلها ولا اعرف اذا كان اصفرارها  من الم البكاء على رحيل عمى أورحيلهما معا 
ولا زلت قابعا فى مكانى الى ان اقبل الليل ومعه ظلامه الدامس وعنده وجدت نفس الهمس يطلب منى الاكتفاء بهذا الوقت معه ومغادرة المكان بدون عودة 
   وانا خارج من قبور الموتى صادفنى شيخا وقورا وقورعمى شديد الشبه به نفس الوجه نفس الطول نفس العرض نفس الجسم والكسم لم يكن يفرقه عنه الا لحيته الطويلة وعلى وجهه غبرة من تراب كأنه خارج من تحت الارض  وهو يتمتم ( وحّدوا خالقكم ... البقاء لصاحب الدوام، ترحموا على موتاكم بقراءة القرآن هل تطلب مقرئا يا سيدى ؟؟؟ 
وانا فى ذهول ورهبة واضطراب لم استطع الرد فقد توقف لسانى عن الكلام واختنق صدرى على زفيره وابى ان يتقبل شهيقى ورأيتنى اجمع شتات نفسى وما انفك وانتزع وانخلع من اعضائى راكضا فى الشوارع الخارجية ما استطعت اليه ركوضا
   كَوْن أن تسمع اذنى اصوات الموتى فهذا امر عجيب اما كون ان ترى عينى عودتهم فهذا هو الاعجب 
ما ابشع وابهر الموت امام النفس البشرية ولكن اجمل ما فيه اللقاء مع المولى وهل يكره الحبيب لقاء حبيبه 
بسم الله الرحمن الرحيم
" يا أيتها النفس المطمئنه ارجعى الى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى "
                        صدق الله العظيم 
الفاروق