قصة قصيرة من قصص الفاروق
قديظن البعض من عنوان هذه القصة ان المقصود لغة عربية ام لغة اجنبية
والاشارة التى تقصدها هذه القصة هى عن المراة ، الاجنبية ام العربية
وتبدأ القصة بان يُرشحّ لبعثتين طالب وطالبة باكاديمية الفنون تخصص الطالبة فى النقد المسرحى والطالبه فى فن التمثيل المسرحى
استقر مقام الطالبة فى بيت الاستراحة الفنى بايطاليا، واقام الطالب فى البداية فى احد الفنادق القريبة من الاستراحة االتى لم يجد راحته فيها
التقى الطالب فى فندقه بفتاة عبلة ربعة دعجاء العينين لم تخرج ملامحها كثيرا عن الملامح الشرقية وكانت فى قوامها بهاء وفى مظهرها حياء ، كل ذلك كان سببا فى لفت نظره اليها ولم تكن هذه الفتاه الا ابنة صاحب الفندق
كانت تدير الفندق بكفاءة عالية نادرة فاق ماكان مقدرا فى مثل سنها حيث لم تتعد العشرين من عمرها ، ومن ملاحظاته القريبة منها انه كان يتردد علي الفندق العديد من الشباب فى مثل عمرها اما للاقامة او لتناول الشراب فى كافيتريا الفندق ولم يوثر على طهرها ونقائها وعفافها نظراتهم اليها ، فهى ليست من فئة الشابات اللاتى يبدلن صديق بصديق ورفيق برفيق وحبيب بحبيب
كان يتتبعها بعد ان حركت فيه الشغف بعفويتها الغير قاصدة فعرف عن سلوكها الكثير وهى لم تدر شيئا مما كان يتتبعه لانه لم يكن بعد داخلا فى دائرة اهتمامها
لفت نظرها ابتسامته العريضة التى يفهم منها جم اعجابه وكل استهوائه فلبت نداء نظراته بعد ان استحسنت فيه وجهه الشرقى الاسمر الجميل الذى شبع لونه من ماء النيل ، ووسامته الرشيقة ومحياه الشرقى التى يحمل ابتسامة الشرق الساحرة المبهرة، ونظرته المسبلة التى تعلمها واتقنها من تقنيناته فى فن التمثيل وانتقل اعجابها به الى حب جارف وهو لم يزل يقف عند محطة الاعجاب خوفا ان يتجاوزها
اصابتها الغيرة من الفتاة التى كانت تلتقى به فى كافيتريا الفندق لساعات حسبتها سنين من عمرها حتى و ان انتهت تقتلها هواجسها فيمن هى هذه الشرقية التى تناقشه وتتبادل معه الحديث الطويل فما هو موضوعه وما شأنه فى امور حبيبها
ارادت ان تنهى دور النظرات الى دور الهمسات واللمسات،الا انه كان حييا خجولا ووفقت هى من جهتها وليس من جهته فى طلب الخروج معها بعيدا عن اجواء الفندق مرة بعد اخرى ولم يزل لا يجرؤ ان يمس لها يدا او يذكر لها حتى مجرد كلمة حب ترضيها او تشفيها مما هى فيه
وجدت فى الاقتران به الطريق الاسهل للحصول على هذا الشاب الذى لم تجد فيه ما تصادفه من خلال عملها فى الرجال فهم اذا نظروا لايفكرون الا فى جسدها واذا امتنعت عليهم وابت واستكبرت انفضوا من حولها هاربين ناسبين اليها كل مكروه
آه ثم آه يتلوها آهات بغصة فى القلوب قبل الحلوق من هؤلاء الرجال أكلة لحوم النساء
وحدثتها هواجسها انه قد يكون من اسباب هذا الاحجام تحاشيا منه ان يخرج عما تنص عليه شرائعه الاسلامية ، وربما يكون فى مفاتحته بامر الزواج منها فكا سريعا لما ترتضيه من هذه العلاقة الحميمة وتجنبا له من سهام هذه الشرقية التى تحمل جنسيته وعروبته ودينه والتى فهمت منه انها مجرد زميلة وان الاثنان حضرا الى بلادها ومقصدهما الوحيد الحصول على اجازة علمية
واستعانت بوالدها الذى كان يطيب له مجالسته عند انتهائها ص من عملها ، فعرض امر موافقته على الزواج من ابنته على ان يكون مقامه فى ايطالي وينهى هذه الدراسة التى لن تعود عليه بما سيعود عليه من زواجه منها لانه لا يستطيع عنها فراقا ولا بعادا لشدة حاجته اليها فى ادارة الفندق ، وقد اغراه بادخاره مليون فرنك لحسابها مقابل ما يسمونه دوطه يهدى للعريس يوم الزفاف لكى يساعده على شق طريقه وهى ماتنص عليه الاعراف فى بلاد الفرنجه
ورغم ان هذا الامر كان مفاجئا له ومرفوضا منه رغم سخاء العرض وهو خاوى الوفاض فقد ابت شرقيته ان تقبل رجولته هذا العرض الذى وراؤه امراه سوف يعيش على حسابها وستكون مصدر رزقه ، بجانب ضياع فرصة حصوله على المؤهل الذى كان مقصد بلاده من هذه البعثة التى كلفتها الكثير فضلا عن امل اسرته بعد اجتيازه هذه البعثة
وكما ان الامر كان مفاجأة له فقد اصابت عدوى المفاجأة كلا من الاب والابنه لهذا الاباء الشرقى الاصيل وهذا الوفاء النادر فى صنف الرجال والاصول الشرقية الحافلة بكل رحمة من قيام الرجل بهذا الدور باعتبار ان الرجال قوامون على النساء , الا انه فى نفس الوقت كان صدمة عنيفة قاسية على الابنه
ومع انه هام بها حبا لايقل عن هيامها به الا انه كان يميل اليها بعقله ويفكر فيها بقلبه
لم تتركه شرقيته واصولها فى حاله ولا قوميته فى حب بلاده عن وجدانه ولا وفائه لوالديه وفرحته برجوعه اليهم يحمل وسام الشهادة عاى صدره
وغادر الفندق وانصرف عنه وعنها وتاه فى غياهب شوارع روما واهتدى الى ان يقيم باستراحة بلاده ويتفرغ للعلم وليس للقلب وراح لزميلته العربية الذى وجد عندها السلوى والمواساه والدفء الروحانى الذى يجرى فى دمائها والذى تمكن من تشجيعه وعلى تصديق ما رآه صالحا وواجبا
ومن جمعهما فى هذا المكان القصى بعيدا عن بلادهما فى مقصد واحد وغرض واحد يباركهما دين واحد وبلد واحد وخصال واحدة وقد يكون بينهما نسل شرقى عربى مصرى اصيل يعود تفوقه وعبقريته على بلادهما وليس بلاد الفرنجه
اعود فاقول ان من جمعهما فى هذا المكان لن يفرقهما زمان ولا مكان ، وتولدت الرابطة الحميمة بما يبشر بالخير لكايهما
وهكذا كان وسيكون رجال الشرق
الفاروق
قديظن البعض من عنوان هذه القصة ان المقصود لغة عربية ام لغة اجنبية
والاشارة التى تقصدها هذه القصة هى عن المراة ، الاجنبية ام العربية
وتبدأ القصة بان يُرشحّ لبعثتين طالب وطالبة باكاديمية الفنون تخصص الطالبة فى النقد المسرحى والطالبه فى فن التمثيل المسرحى
استقر مقام الطالبة فى بيت الاستراحة الفنى بايطاليا، واقام الطالب فى البداية فى احد الفنادق القريبة من الاستراحة االتى لم يجد راحته فيها
التقى الطالب فى فندقه بفتاة عبلة ربعة دعجاء العينين لم تخرج ملامحها كثيرا عن الملامح الشرقية وكانت فى قوامها بهاء وفى مظهرها حياء ، كل ذلك كان سببا فى لفت نظره اليها ولم تكن هذه الفتاه الا ابنة صاحب الفندق
كانت تدير الفندق بكفاءة عالية نادرة فاق ماكان مقدرا فى مثل سنها حيث لم تتعد العشرين من عمرها ، ومن ملاحظاته القريبة منها انه كان يتردد علي الفندق العديد من الشباب فى مثل عمرها اما للاقامة او لتناول الشراب فى كافيتريا الفندق ولم يوثر على طهرها ونقائها وعفافها نظراتهم اليها ، فهى ليست من فئة الشابات اللاتى يبدلن صديق بصديق ورفيق برفيق وحبيب بحبيب
كان يتتبعها بعد ان حركت فيه الشغف بعفويتها الغير قاصدة فعرف عن سلوكها الكثير وهى لم تدر شيئا مما كان يتتبعه لانه لم يكن بعد داخلا فى دائرة اهتمامها
لفت نظرها ابتسامته العريضة التى يفهم منها جم اعجابه وكل استهوائه فلبت نداء نظراته بعد ان استحسنت فيه وجهه الشرقى الاسمر الجميل الذى شبع لونه من ماء النيل ، ووسامته الرشيقة ومحياه الشرقى التى يحمل ابتسامة الشرق الساحرة المبهرة، ونظرته المسبلة التى تعلمها واتقنها من تقنيناته فى فن التمثيل وانتقل اعجابها به الى حب جارف وهو لم يزل يقف عند محطة الاعجاب خوفا ان يتجاوزها
اصابتها الغيرة من الفتاة التى كانت تلتقى به فى كافيتريا الفندق لساعات حسبتها سنين من عمرها حتى و ان انتهت تقتلها هواجسها فيمن هى هذه الشرقية التى تناقشه وتتبادل معه الحديث الطويل فما هو موضوعه وما شأنه فى امور حبيبها
ارادت ان تنهى دور النظرات الى دور الهمسات واللمسات،الا انه كان حييا خجولا ووفقت هى من جهتها وليس من جهته فى طلب الخروج معها بعيدا عن اجواء الفندق مرة بعد اخرى ولم يزل لا يجرؤ ان يمس لها يدا او يذكر لها حتى مجرد كلمة حب ترضيها او تشفيها مما هى فيه
وجدت فى الاقتران به الطريق الاسهل للحصول على هذا الشاب الذى لم تجد فيه ما تصادفه من خلال عملها فى الرجال فهم اذا نظروا لايفكرون الا فى جسدها واذا امتنعت عليهم وابت واستكبرت انفضوا من حولها هاربين ناسبين اليها كل مكروه
آه ثم آه يتلوها آهات بغصة فى القلوب قبل الحلوق من هؤلاء الرجال أكلة لحوم النساء
وحدثتها هواجسها انه قد يكون من اسباب هذا الاحجام تحاشيا منه ان يخرج عما تنص عليه شرائعه الاسلامية ، وربما يكون فى مفاتحته بامر الزواج منها فكا سريعا لما ترتضيه من هذه العلاقة الحميمة وتجنبا له من سهام هذه الشرقية التى تحمل جنسيته وعروبته ودينه والتى فهمت منه انها مجرد زميلة وان الاثنان حضرا الى بلادها ومقصدهما الوحيد الحصول على اجازة علمية
واستعانت بوالدها الذى كان يطيب له مجالسته عند انتهائها ص من عملها ، فعرض امر موافقته على الزواج من ابنته على ان يكون مقامه فى ايطالي وينهى هذه الدراسة التى لن تعود عليه بما سيعود عليه من زواجه منها لانه لا يستطيع عنها فراقا ولا بعادا لشدة حاجته اليها فى ادارة الفندق ، وقد اغراه بادخاره مليون فرنك لحسابها مقابل ما يسمونه دوطه يهدى للعريس يوم الزفاف لكى يساعده على شق طريقه وهى ماتنص عليه الاعراف فى بلاد الفرنجه
ورغم ان هذا الامر كان مفاجئا له ومرفوضا منه رغم سخاء العرض وهو خاوى الوفاض فقد ابت شرقيته ان تقبل رجولته هذا العرض الذى وراؤه امراه سوف يعيش على حسابها وستكون مصدر رزقه ، بجانب ضياع فرصة حصوله على المؤهل الذى كان مقصد بلاده من هذه البعثة التى كلفتها الكثير فضلا عن امل اسرته بعد اجتيازه هذه البعثة
وكما ان الامر كان مفاجأة له فقد اصابت عدوى المفاجأة كلا من الاب والابنه لهذا الاباء الشرقى الاصيل وهذا الوفاء النادر فى صنف الرجال والاصول الشرقية الحافلة بكل رحمة من قيام الرجل بهذا الدور باعتبار ان الرجال قوامون على النساء , الا انه فى نفس الوقت كان صدمة عنيفة قاسية على الابنه
ومع انه هام بها حبا لايقل عن هيامها به الا انه كان يميل اليها بعقله ويفكر فيها بقلبه
لم تتركه شرقيته واصولها فى حاله ولا قوميته فى حب بلاده عن وجدانه ولا وفائه لوالديه وفرحته برجوعه اليهم يحمل وسام الشهادة عاى صدره
وغادر الفندق وانصرف عنه وعنها وتاه فى غياهب شوارع روما واهتدى الى ان يقيم باستراحة بلاده ويتفرغ للعلم وليس للقلب وراح لزميلته العربية الذى وجد عندها السلوى والمواساه والدفء الروحانى الذى يجرى فى دمائها والذى تمكن من تشجيعه وعلى تصديق ما رآه صالحا وواجبا
ومن جمعهما فى هذا المكان القصى بعيدا عن بلادهما فى مقصد واحد وغرض واحد يباركهما دين واحد وبلد واحد وخصال واحدة وقد يكون بينهما نسل شرقى عربى مصرى اصيل يعود تفوقه وعبقريته على بلادهما وليس بلاد الفرنجه
اعود فاقول ان من جمعهما فى هذا المكان لن يفرقهما زمان ولا مكان ، وتولدت الرابطة الحميمة بما يبشر بالخير لكايهما
وهكذا كان وسيكون رجال الشرق
الفاروق
استاذى العزيز
ردحذفالفاروق ملكا
ملك الزهرات
و ابن بطوطة المدونين
حمد الله على السلامة
اخيرا فتحت نافذتك لكى نطل على جمالك
و كى نتواصل بالنظرات معك
الفاروق ملكا
لا تغب عن رعيتك
تسمح لى ان اعقب على قصتك التى حذفتها رغم انى علقت عليها خمس مرات سابقة دون ان اعرف انك حذفتها
القصة بها شىء كبير من حياتى
فانا احب امى حبى كبير جدا يصل الى درجة المرض
اما قصة الشاب فيها جزء طبير من حياتى رغم ان والدى توفى و انا صغير
الا انه كان ظابط بالجيش حارب و اسر و اصيب
و توفى بعد ذلك متأثرا باصابته
عزيزى الفاروق
تحياتى و تقديرى و احترامى
السلام عليكم
ردحذفاستاذى العزيز
اضم صوتى لصوت الاخ الكريم ابراهيم رزق
سعيدة جدا جدا لفتح شرفتك الرقيقة لنطل منها على اصدق المشاعر واطيب الاحاسيس المرهفة
الاحاسيس التى تحيلنا بخفة ورشاقة الى عالم جميل وزمن جميل
الحمد لله على سلامة (التعليقات ) ههههه
نرجو الا تغيب عنا مرة تانية استاذى العزيز
(((( ان الامر كان مفاجأة له فقد اصابت عدوى المفاجأة كلا من الاب والابنه لهذا الاباء الشرقى الاصيل وهذا الوفاء النادر فى صنف الرجال والاصول الشرقية الحافلة بكل رحمة من قيام الرجل بهذا الدور باعتبار ان الرجال قوامون على النساء )))
هو لسه فيه رجاله كده :)
امزح طبعا
من اجمل صفات الرجل الشرقى (دفئه واحتوائه للمرأه لو ادرك كيف يقوم بهذه الصفات بشكل متقن وواعى )
فرق شاسع بين الشرقى والغربى فى العلاقه بين الرجل والمرأة والاحساس بالأصول والواجبات والتقاليد
اعتقد لان منبع الادراك بالنهاية يكمن فى الاسلام والتمسك بالدين لان كل عادتنا الشرقية نستقيها من الدين الحمد لله على الاسلام وكفى به نعمة
اشكرك استاذى على هذه القصة التى اخذتنا معها وابحرنا مع روائع الحرف والاحساس والمعنى الراقى
( ارجوووووووووووووك لاتقفل التعليقات تانى )
كن دائما بخير
تحياتى وباقة ياسمين تعطر حرفك الندى
استاذي الرائع استاذ فاروق ..لن اجد اجمل ولا اكمل من الذي قاله قبلي ابني ابراهيم ولا اختي الفاضلة ام هريرة ..لا تتركنا مرة اخرى في هذا الصمت المطبق ..اما القصة فهي رائعة وتفاصيلها محبوكة وياريت الشباب يفهم ...زينب
ردحذف