الخميس، 10 يناير 2013

مرّ بي عيشكم عيش لست ابدا انساه

                                الموقف الثــــــــــــــــــانى
اخنرت ان يحمل هذ ا الموقف عنوان :
      مرّ بى عيشكم عيش لست ابدا ما عشت ان انساه
تركت آسفاجندى المطافئ كما جاء فى نهاية الموقف السابق ساخرا واذا بى امام موقف يخلق سخرية اكثر مما تتوقعه رؤية العين وترهفه الاذن
تركت مقر المطافئ واذا عينى تلمح على البعدحشدا غفيرا من شباب وشبات يتمتعون جميعا بشباب ودعت فيه بقايا وما ودعت ذكراه واهفو اليه من التباريج أولاه وأخراه
ولكن ما وجدته خرجت دموع عينى طيعة والنفس جياشة والقلب اواه
وجدت هذا الشباب واقفا طوابيرا طوابيرا ....... وحدثتنى نفسى ان قد يكون فى الامر خيرالهؤلاء الفتية الصبابا
    رميت عينى الى ما امام هذه الطوابير الطويلة التى لا تلبث ان تنتهى لتبدأ من جديد فقرأت لا فته عريضة وطويلة على جدار احد بنوك مصر الحكومية :
                    اعلان عن وظائف
يعلن البنك عن حاجته الى عاملين وعاملتين نظافة على الدرجة العاشرة وبصفة مؤقته وبمرتب شهرى خمسمائة جنيها و بالشروط الاتية
1- حسن المظهر
2-خبرة فى مجال النظافة لا تقل غن خمس سنوات وفى جهة قطاع عام او حكومية
3-لا يزيدالسن فى اول السنه المالية عن ثلاثين عاما هجرية
4- اعزب ولم يسبق له الزواج او الطلاق
5= لا يقل المؤهل عن الثانوية العامة ازهرى
6يشترط فى العاملة ارتداء الزى المخمر وفى العامل الزى الجلبابى القصير الاسلامى
7-ان يكون من مواليد واهالى القاهرة
8- تسحب استمارة الاختبار من داخل البنك مجانا
واندهشت من كل هذه الشروط وان زادت عن الشروط الواجبة للالتحاق بالسلك السياسى والتى يحتمل ان تكون وضعت لاشخاص بعينهم دون غيرهم
ودفعنى فضولى الى ان أسأل احدالشباب الواقفين منتظرين دورهم فى هذه الوظيفة المتعوسة المفخوسة
أنا -ممكن يا حبيبى أأدم فى هذه الوظيفة وهل لا زال الموعد ساريا
الشاب : لا يا حاج دول عاوزين عمال صغار السن متضيعشى وقتك انت مقرتشى الشروط
انا : باين عليك متعلم قوى قوى
الشاب :(باستياء) انا معايا بكالوريوس تجارة من خمسة اعوام ولم يتم تعيينى حتى الان ووالدى يصرف على حتى الان وفسخت خطوبتى اربع مرات
انا :واللى واقفين دول كلهم معاهم بكالوريسات
الشاب : هتتعجب يا حاج لو قلت فيه شباب خريجى الحقوق والاداب والزراعة والاعلام والتربية النوعية
الشاب : انت معاك ايه يا حاج
انا :انا معايا الستر يا ابنى
الشاب : طب ادخل ولو عندك وسطه هتتعين على طول ساعى نظافة
ودفعنى فضولى الى الدخول وتوجهت الى الموظف المختص
الموظف : ايوه يا حضرة طلباتك ؟؟
انا :انا عاوز استمارة 
الموظف : هوه فين الشاب اللى هيتقدم مجاش معاك ليه ؟؟؟؟؟
انا : انا يا ابنى اللى عاوز الوظيفة 
الموظف : يادى النهار اللى مش فايت انا اصطبحت بوش مين النهارده طالبين اربع عمال اللى اتقدم لهاية دلوقتى اربعتلاف طلب والشيوخ  دلوقتى بتنافس الشباب وكل واحد جايب وسطه
انا : انا يا ابنى صغير مش كبير بس الهم كبرنى ومعايا شهادة ميلاد ان عمرى تسعة وعشرين عاما
الموظف: لازم مزورة
انا : مزورة والا مش مزورة انتم مش ليكو ورق وخلاص
( وهنا وجدت من يسحبنى من يدى بعيدا عن الموظف وسحبنى داخل ووسط البنك وظهر انه احد الاصدقاء القدامى
الصديق : اهلا يا فاروق بك انا ملاحظك من الصبح حلّ بقى عن الموظف وسيب الملك للمالك
انا : يعنى عجبك كده اللى بيحصل للشباب بكره يكون ساعى النظافة من حاملى شهادة الدكتوراه خبير فى علم البيئة
(وخرجت من البنك حزينا على هؤلاء الشباب وهم اسرى الصبابة أحياء وان جهدوااموات وان عاشواوهذا من عناء البطالة القاتلة .. فمرّ العيش على العلات القاهم فى هذا الخضم الذى اصبحت فيه الجامعات تمنح شهادات تبيح لحامليها تقليد وظائف عمال وعاملات نظافة
( وفى خروجى افاجأ بعربة يد بطاطا مشوية يجرها شاب وسيم وجيه
انا : انا نفسى هفتانه يا ابنى ممكن بطاطا بجنيه
الشاب : جنيه كتير يا حاج انا هديك لبشة بطاطا ليك وللعيال
انا :( وانا اقضم بطاطيايه معسلة على الآخر) البطاطه حلوه قوى ومعسلة يا ابنى  انما انت مظهرك يدل انك متعلم
الشاب : انا معايه يا حاج بكالوريوس زراعة
انا :علشان كده انت بتنقى البطاطة المعسلة لخبرتك فى مجال الخضر والفاكهة
وهنا زاد همى على شبابنا فبدلا من ان يطهو هذا الشاب الحب العذرى يطهو حب الفاكهة
والى موقف آخر
الفاروق

هناك 10 تعليقات:

  1. اليوم استاذى الغالى لمست بقلبى وجع وألم قاسى
    ذكرتنى كلما ركبت المترو ووجدت مثل هذه الاعلانات المؤلمة ملصقة بكل اتجاه
    وانا اتصفح الوجوه حولى فأجدها عابثة وليس لها تفاصيل محددة كأن الجميع ينعى قدره كل صباح

    لا ادرى لما وصلنا لهذه الحالة اهو بالفعل بسبب الحكومات ام شىء فى اعماقنا انكسر وضمائرنا هاجرت وأرواحنا سكنتها الغربة وفقدت ذاكرتها

    لا ادرى !!!!!
    اشاركك شعورك وحسرتك على الشباب بل ما يزيد قلبى وجع انى ذات يوم فى المترو اجد رجل مسن يجثو على ركبتيه امام الحائط على رصيف المحطة وينظف الحائط بقطعة قماش وشعره كله اشيب وواضح عليه علامات الكبر والشيخوخة
    ومن هذا الصنف كثرا جدا ...سألت نفسى اين ابناءه ولماذ تركوه هكذا فاذا هى ترد على سؤالى ان بالتأكيد ابناءه اما بالدراسة او مثله يعملون بمكان اخر وربما على الرصيف المجاور

    ولا حول ولاقوة الا بالله

    العمل ليس به اى عيب لكن ان نترك شبابنا يضيع او اباءنا يذوقون مر العذاب فى كبر سنهم هذا مايحتاج وقفات كثيرة من مجتمعنا اللى المفروض انه اسلامى ويدرك كيف نضع الامور فى نصابها الصحيح


    نسأل الله ان يصلح حال امتنا ويحفظ شبابنا ويعين اباءنا ويجعل خاتمتنا جميعا الجنة


    تحياتى لتواجدك (( القيم المتميز )) أستاذى العزيز
    دمت بود وسعادة

    ردحذف
  2. النهاردة ابكيتنا على حال جيل كامل ضاع
    و عجبي
    تحياتي

    ردحذف
  3. مساء الخير أستاذنا الكبير

    لن يبدل الله من قوم الا أن يبدلوا من أنفسهم

    لازيم نتبدل للاحسن علشان ربنا يكرمنا والتبديل يكون من الداخل أولا !!!

    تحياتي وودي

    ردحذف
  4. ههههههه
    والله انت يا بابا كوميديان كبير
    لم يكتشف بعد
    وعلشان انا حافظاك كويس ومذكراك اوي
    عارفه ومتخيله الموقف ولو كنت موجوده
    كنت سأسحبك مثل زميل حضرتك ولكن خوفا عليك
    من تصديق الناس من كلامك وهو في الاصل هزار ههههههه
    وبعدين كل موقف تظهر لنا حكمه منك ابي
    من قسوه بلدنا علي هذاالشباب التعس
    والوساطه المخزيه
    استمتعت بحكاياتك
    ومنتظره المزيد
    تحياتي وحبي

    ردحذف
  5. اهلا باستاذنا

    منور مدونتك ووحشتنا بجد ووحشتنا مواضيعك وبوستاتك الجميلة

    استاذنا الجميل

    ليس عيبا ان يعمل الانسان اي عمل طالما قادرا عليه وان يكتسب رزقه من الحلال

    وبعدين انا متعجب من التناقض ده

    ليه احنا بنقيدنفسنا بوظيفة حكومية او غير حكومية كشرط للشغل

    صدقني يااستاذنا

    الشغل موجود بس الناس هي اللي عاوزة تتوظف لو حتي ساعي في بنك

    بمرتب ضئيل علي انه يشتغل شغل حر يكتسب من وراؤه رزق اكثر

    نورت مدونتك يانسر التدوين

    تحيتي

    ردحذف
  6. ضحكت ضحك لما تخيلت منظر الساعى وانت بتقدم على الوظيفه اكيد تنح واتصدم وبقت حالته حاله ..رغم انى ضحكت ورغم ان البوست خفيف الظل لكن حزينة على شباب مصر ومستفبلهم الضائع انا مع الاخ سواح العمل الحر افضل بكثير من اى عمل حكومى ونلغى بقى عباره ((ان جالك الميرى اتمرغ فى ترابه ))ده كان زمان وقول للزمان ارجع يا زمان
    صباحك فل وهنا وسعادة

    ردحذف
  7. فاروقنا
    ملك الزهرات
    وابن بطوطة المدونين

    كم بكى يا مصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكاء
    لفت نظرى موضوع الجلابية والخمار
    و ده بقى اللى ميطمنش خالص

    داسما تحول المبكيات الى سخرية وهذه طبيعة الشعب المصرى

    تحياتى

    ردحذف
  8. مؤلم ما قرأت، لكنه الواقع فعلا الواقع الذي أحيانا نتجاهله..
    سلمت أستاذ فاروق.

    ردحذف
  9. ابكيتني يا عزيزي
    ولا استطيع قول شيء اخر

    ردحذف
  10. آخ على الجيل الحالي و أواه مما ينتظر الأجيال القادمة!

    ردحذف